ماكشف من جسد المرأة من حقنا نتمتع بيه
كنت متجها من القاهرة إلى أسوان ، فجلس أمامي رجل صعيدي في العقد السادس من العمر، ثم جلس أمامنا على الكرسيين المقابلين زوج شاب وزوجته، وكانت الزوجة ترتدي بنطلونا قصيرا و"بلوزة" تكشف ذراعيها، لم ألق بالا لهما وانشغلت بقراءة الجريدة، لكن الصعيدي أرتكز بمرفق ذراعه على عظمة فخذه واضعا ذقنه على قبضة يديه في مواجهة الزوجة ونظره مثبت عليها .
فتضايقت الزوجة، فيما الزوج قال له: "احترم نفسك أنت راجل كبير عيب اللي بتعمله ده ، وياريت تقعد عدل وتلف الكرسي"
فرد الريفي الحكيم : "أنا مش حقول احترم نفسك أنت وعيب عليك تخلي مراتك تلبس كذا، أنت حر يا رب تخليها تمشي ملط مادمت أنت قابل، لكن حقولك أنت ملبسها كده عشان نشوفها ونتفرج عليها، وأدينا بنتفرج عليها، زعلان ليه".
ثم تابع يقول : "بص يا ابني اللي تقبل أنه يكون مكشوف من جسم مراتك من حقنا كلنا نشوفه، واللي مستور من حقك أنت لوحدك تشوفه، وإن كنت زعلان لأني مقرب راسي شويه، أعمل أيه نظري ضعيف وكنت عايز أشوف كويس"
يقول الراوي: "وهنا لم ينطق الزوج، وألجمت كلمات المسن فمه واحمر وجه زوجته، خاصة بعد ما تعالت أصوات الركاب إعجابا بالدرس الذي أعطاه الرجل الريفي للزوج، فلم يملك الزوج إلا أن يغادر هو وزوجته عربة القطار"
انتهت القصة "الدرس الرائع"، ولكن ما الذي تقوله لنا هذه القصة، أو كيف ينظر الرجل العربي للمرأة؟
المرأة وإن كانت مثل الرجل مكلفة وتحاسب وترث وعليها ما على الرجل من حقوق وواجبات في الإسلام، إلا أنها بالنسبة لبعض أو غالبية الرجال العرب ليست كائنا مستقلا بنفسه، بل أملاك خاصة، فما يكشف منها حق مشاع للرجل، وإن كانت برفقة زوجها، فعلى زوجها تغطيتها بالكامل وأي جزء يخرج للعامة فهو مباح لهم، بل ولن يقال لأي رجل غض البصر، فالجماهير كما تروي القصة لم تر ما فعله المسن أمرا سيئا، بل مباحا له، ترى من أين استمد المسن وقارئ الجريدة والجماهير المعجبة بالمسن فكرة أن ما يكشف من المرأة التي هي أملاك خاصة ولو خطأ أو صدفة يصبح مباحا للعامة؟
من قال: إن الرجل يحق له النظر لما كشف، بل وإن أتيحت له الفرصة أن يخطفها فهي حل له، وتصبح أملاكا خاصة له، أو تنتقل ملكيتها لتصبح ملكا للرجل المسن والحكيم، والذي يمكن لي القول إنه قاطع طريق؟
إنها الجاهلية، فالعدل في ذاك الزمن والمختبئ في لا وعي الرجل العربي الآن يقول: يحق لك أن تغزو أي قبيلة، وإن انتصرت انتقلت أملاك وأغنام ونساء القبيلة لك، ودخلت ضمن أملاكك الخاصة.
منقول