الاغراق في تضييق الثياب وتقصيرها

الإغراق في تضييق الثياب وتقصيرها


أما بعد :
أيتها الأخوات الطيبات : إن من مظاهر التبرج ما نراه من هذا الضيق في ملابس النساء حتى ملاصقته لكل هذا التبرج ؟!
إنه ليس للزوج أبداً إن كانت هذه المرأة متزوجة فملابس البيت مجردة تماماً من كل هذا الإغراق اللعين إنه للعيون النهمة والذئاب المفترسة المتربصة ودافعي الثمن المطلوب ..... إن الثابت تاريخياً بما لا مجال الرد أو مناقشته ، إن من انقراض الدول واندحارها هو تردي شعوبها في حمأة الفسق والفجور والرزيلة بعد أن نشأت سليمة قوية متمسكة بأهداب الفضائل والأخلاق الكريمة وتاريخ اليونان والرومان والفرس والعرب بالذات خير دليل على ذلك :
فما مصير الأمة العربية في عصرها الحاضر حيث بدأت رأساً بالتجرد من الفضائل والقيم والانغماس في حمأة الفسق والفجور ؟! ولماذا تستورد التحلل الخلقي إلى الصحف والمجلات والكتب والمذيع وتغلل هذا النشاط إلى داخل البيوت وإسرائيل في قلب الأمة العربية يدعمها الاستعمار الشرقي والغربي فهل سنقاوم أعداءنا بالتهتك والخلاعة وإشاعة الفحشاء ؟! وهل يقوى المخنثون على القتال ؟! وقد يقول قائل : أليس للمرأة الحرية الكاملة في أن تلبس ما تشاء وتتزين بما تريد طالما أنها تحافظ على مفاتنها وعفتها وشرفها ؟
والجواب : إن الحرية الفردية ليست انفلاتا بلا قيد وانطلاقاً من غير حدود وإنما لها حدود وقيود لاتتجاوز الماس بالآخرين وإلحاقا الأضرار بهم فكم من كبت عزيزي تحدثه في نفوس الشباب تلك الفتاة المتمايعة ألفاظها والمتكسرة في مشيتها والراقصة حركتها والحاسرة عن مفاتنها هذا أمر يسلم به علماء النفس تسليماً بديهياً وقد يقول قائل:
هل تريدون من المرأة أن تعيش في معزل عن الحياة وأن تشارك في الخدمات الاجتماعية في حق كل فرد وذكراً كان أو أنثى ونصوص التشريع كتاباً وسنة تقرر هذا ولا تفرق بين جنس وآخر وإنما دعت الجميع إلى التطبيق العلمي لمقتضياته عقيدةً وعبادةً ومعاملةً وأخلاقاً وسلوكاً ونفعاً عاماً (( الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله))
قال الإمام مالك رضي الله عنه )) (( بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى النساء عن لبس القباطي ، قال : وإن كانت لا تشف فإنها تصف ))
وقال ابن رشد رحمه الله تعالى (( القباطي : ثياب ضيقة ملتصقة بالجسد بضيقها متبدي ثخانة جسم لا بسها من نحافته ، وتصف محاسنه وتبدي ما يستحسن مما لا يستحسن))



والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :


أختكم عبير الورد